مفاجآت ترمب في الشرق الأوسط- سلام أم استثمار؟
المؤلف: عبده خال09.16.2025

الكل يتوقع المفاجآت التي سيحملها ترمب معه في زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط. ففي هذه الجولة الجديدة، يظهر ترمب بصورة مختلفة تمامًا عما كان عليه في السابق، حيث تجسدّت شخصية رجل الأعمال الذي يسعى لتحقيق المكاسب في بيئة يسودها السلام، بعيدًا عن أي معوقات تعرقل الصفقات التجارية. إنه يدرك تمامًا احتياجات المستثمرين، وأهمية توفير مناخ آمن ومستقر لممارسة الاستثمار الذي يدر الأرباح الاقتصادية الوفيرة. وباعتباره مستثمرًا حريصًا على ازدهار بلاده، فقد جعل من إحلال السلام في أرجاء العالم هدفًا رئيسيًا في أجندته الانتخابية، وذلك لتيسير وتسهيل حركة التجارة العالمية.
وخلال المئة يوم الأولى من توليه منصبه، لم يتوانَ عن إصدار القرارات التي تصب في المصلحة الوطنية الأمريكية بشكل قاطع، دون النظر إلى الآثار السلبية المحتملة على الآخرين. والمراقب عن كثب لقراراته السياسية، وخاصة في مجال السياسة الخارجية، يلاحظ بوضوح أن المصلحة الوطنية لبلاده تحتل الأولوية القصوى لديه. وكما صرح بنفسه، فقد جاء لإحلال السلام، وتعهد بنزع فتيل الحروب من على وجه الأرض. وأكد أنه لو كان رئيسًا للولايات المتحدة، لما اندلع الصراع بين روسيا وأوكرانيا. ومن بين مبادراته السياسية الأخيرة، سعيه الحثيث للتدخل من أجل وقف الحرب المحتملة بين الدولتين النوويتين (الهند وباكستان)، والتوصل إلى اتفاق بشأن عدم استهداف السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر. وتتزايد التكهنات بأن ترمب سيعتمد نهجًا سياسيًا جديدًا تجاه إيران، بما يخدم مصالح بلاده، بغض النظر عن العداء التاريخي بينهما.
لا تزال التوقعات متضاربة بشأن ما سيقدمه ترمب للمنطقة، خاصة بعد وعده بتقديم مفاجآت غير متوقعة. وقد أثار هذا التصريح آمالًا واسعة في العالم العربي، بأنه سيعلن عن اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية. وأعتقد أن حلم المنطقة يتمثل في تحقيق الاستقرار والسلام، ونزع فتيل الحروب الإقليمية، سواء كانت إسرائيلية أو إيرانية عبر وكلائها. وإذا كانت مفاجآت ترمب لا تتعلق بالجانب السياسي أو الحرب، فمن المرجح أن تركز على مجالات الاستثمار، وأن يتحقق الحلم بتحويل المنطقة إلى مركز عالمي للاستثمار، شرط أن يسودها مناخ مستقر ينأى بها عن مخاطر الحروب. أيام قليلة تفصلنا عن وصول ترمب، وحينها سنشهد بأنفسنا تلك المفاجآت المنتظرة.